في الوقت الذى تتسارع فيه التطورات العالمية على الصعيد المعرفي والتكنولوجي والتقني، أصبحت المعرفة المتمثلة في الخبرات الإنسانية والقيم محركاً للاقتصاد والتقدم الاجتماعي ومن أنفس الموارد وأكثرها فاعلية، فهي تعد سلاحاً هاماً لأى مؤسسة تريد تحقيق التقدم والتطور إذا ما تم إدارة معرفتها بشكل جيد وفعال. تعد المعرفة من أهم العناصر الفعالة التي يقوم عليها الاقتصاد الحديث باعتبارها ميزة تنافسية للمؤسسات، ولعل الدافع وراء الاهتمام بمستوى المعارف التي يمتلكها الأفراد داخل المؤسسة هو طبيعة العصر الحديث والذى يتسم بأن كافة الأنشطة والخدمات قائمة على المعرفة، أضف إلى ذلك أن العولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أدت إلى حدوث انفجار معرفي، الأمر الذى أدى إلى الحصول على المعارف دون أي قيود وشروط تذكر. ومن هنا بدأ سعي المؤسسات لتبني أساليب ذات أبعاد استراتيجية للتعامل مع متطلبات التغيير المعاصرة، خاصة بعد أن تبين بما لا يقبل الجدل أن الاعتماد الكلي على الموارد المادية والمالية لن تحقق النجاح والاستمرار لسببين: أولهما أن هذه الموارد تتناقص مع الزمن، وثانيهما أن هذه الموارد ليس من الصعب تقليدها من قبل المنافسين، وعلى ذلك توجهت الأنظار نحو الموارد غير الملموسة متمثلة بالإبداعات لتحقيق الريادة في الأعمال، وهذا لا يتأتى إلا باستثمار في رأس المال الفكري والتركيز على أهم مكوناته وهو رأس المال البشري من خلال استخراج الطاقات الكامنة فيه وتعزيزها بشكل يحقق الأهداف المنشودة سيما وأن جميع الموارد الملموسة متناقصة بالاندثار في حين أن الموارد غير الملموسة موارد متجددة لا تنضب إبداعاتها بل تتزايد بالابتكار. تعتمد ريادة الأعمال والإبداع على المعرفة، ورأس المال الفكري هو أحد الأصول الحيوية في الاقتصاد الحديث القائم على المعرفة، حيث لم تعد كمية المعلومات المتاحة تشكل أحد ركائز المنافسة، فالمعلومات تتدفق بلا حدود ومن مختلف المصادر، بل أصبحت الركيزة الأساسية هي كيفية إدارة المؤسسات لما تملكه من معارف ومهارات، عليه تتمحور اشكالية هذا الملتقى حول السؤال التالي:
كيف يساهم رأس المال الفكري في تطوير ريادية الاعمال؟